الفنانة التشكيلية المغربية "الشعيبية طلال"

من طرف **المدير** الخميس مايو 07, 2015 1:15 am

[rtl]حلت قبل أسبوعين، ذكرى رحيل الفنانة التشكيلية الشعيبية طلال، التي تعد واحدة من أبرز الأسماء التي طبعت الفن التشكيلي المغربي ونقلته إلى آفاق دولية رحبة بفضل نمطها الفطري الخاص الذي أضفى على لوحاتها صدقا وعفوية جعلتها مثار اهتمام النقاد وعشاق الألوان.
نتذكر ما أسدته الفنانة الراحلة إلى الفن التشكيلي المغربي الذي أضحى مجالا قائما بذاته وعرف تطورا نوعيا وكميا بفضل مساهمات الرواد في تشييد صرحه ومنهم الشعيبية طلال.
وقد تمكنت الفنانة التشكيلية الراحلة من نسج أسلوب خاص بها ظل علامة فارقة تميزها عن بقية المدارس التشكيلية التي عرفها المغرب، وهي مدارس اعتمدت في مجملها على الاستجابة للتيارات العالمية القادمة من الغرب، أما الشعيبية طلال فقد قدمت نمطا فطريا خالصا يعكس البيئة المغربية الزاخرة بالألوان بكل عفوية وفطرية.
وشاءت الظروف أن تتوج الشعيبية طلال سنة واحدة قبل وفاتها بالميدالية الذهبية لجامعة الأكاديمية الفرنسية للتربية عرفانا بإسهاماتها ومسارها الفني الزاخر بالإنجازات والمحطات المهمة التي انطلقت منذ سنة 1966 وهي السنة التي نظمت فيها الشعيبية أول معرض لها بمعهد "غوته" بالدار البيضاء بتشجيع من الناقد الفرنسي المعروف بيير كودير الذي كان أول من آمن بموهبتها وقدرها.
وكانت الشعيبية قبل ذلك تكتفي بالرسم لنفسها وتخبئ أعمالها دون أن تجد من يقدر تلك الأعمال، وتمكنت من كسر قيود الأمية وتجاوز عوائق الانطلاق الفني في بيئة شعبية دكالية، رأت بها النور سنة 1929 بمنطقة اشتوكة بمدينة الجديدة.
وظلت الشعيبية مسكونة بهذه البيئة كما تجلى ذلك من أعمالها التي متحت من الجغرافيا الدكالية الشعبية العربية الأصيلة، واستحضرت فيها ألوان الطبيعة الفطرية بكل أبعادها الجميلة والممتعة ووظفت طرق العيش الشعبية بأسلوب رشيق يعكس رهافة حسها وصدق موهبتها.
إنها الفطرية التي مكنتها من معانقة العالمية وعرض لوحاتها التشكيلية في أرقى المتاحف ودور العرض العالمية بدءا بباريس ولندن وسويسرا وكوبنهاكن وفرانكفورت وغيرها.
وتندرج الشعيبية إلى جانب فنانين آخرين مثل محمد بن علال ومولاي أحمد الإدريسي ضمن ما صنفه نقاد الفن التشكيلي ب"الواقعية الساذجة" التي تتعامل مع معطيات المرئي والمحسوس بنظرة فنية "بدائية" تكشف عن متخيلهم الخاص. وتعد الشعيبية ظاهرة فنية متميزة إذ تمكنت بطريقة عصامية وهي ابنة الخامسة والعشرين سنة، آنذاك، من شق طريقها الفني عبر التلوين بالأزرق على القماش[/rtl]