ما معنى البرزخ ، و ما حقيقة عالم البرزخ ؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ما معنى البرزخ ، و ما حقيقة عالم البرزخ ؟
:214:
ما معنى البرزخ ، و ما حقيقة عالم البرزخ ؟
الاجابة للشيخ صالح الكرباسي
لمعرفة معنى " البرزخ " لا بُدَّ و إن نعرف المعنى اللغوي له أولاً ، و إذا ما
راجعنا كتب اللغة و جدنا أن " البرزخ " هو : الحاجز بين الشيئين ،
والمانع من اختلاطهما و امتزاجهما [1] .
و لقد جاء ذكر البرزخ في القرآن الكريم في مواضع ثلاث كلها بالمعنى المتقدم ، أما الآيات فهي :
1. قال الله تعالى في القرآن الكريم : ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ ﴾ [2] .
2.
و قال تعالى أيضاً : ﴿ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ
فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا
مَّحْجُورًا ﴾ [3] .
3. و قال عَزَّ و جَلَّ أيضاً : ﴿ لَعَلِّي
أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ
قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [4] .
ثم
إن القران الكريم استعمل هذه اللفظة لبيان أن هناك عالَماً آخراً يفصل بين
الدنيا و الآخرة يمرُّ به الإنسان ، إذ قال : " و من و رائهم برزخ ... " .
و
الأحاديث الشريفة على غرار هذه الآية تؤكد على أن " البرزخ " هو الوقت
الفاصل بين حياة الإنسان في عالم الدنيا و بين نشأته في عالم الآخرة ، أي
من وقت موته إلى حين بعثه في يوم القيامة .
و في ما يلي نشير إلى بعض الأحاديث التي ذكرت البرزخ :
1.
عَنْ عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه
السَّلام ) ... و مَا الْبَرْزَخُ ؟ قَالَ : " الْقَبْرُ مُنْذُ حِينِ
مَوْتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " [5] .
2. و قال الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) : " البرزخ : القبر ، و هو الثواب بين الدنيا و الآخرة " [6] .
و
الرؤية الإسلامية بالنسبة إلى عالم البرزخ هي أن الموت ليس نهاية الحياة ،
و إن الحياة لا تنعدم بالموت ، بل الإنسان ينتقل بواسطة الموت من نشأةٍ
إلى أخرى ، و من حياةٍ في عالم الدنيا إلى حياة في عالم آخر يسمى بعالم
البرزخ ، الذي يتوسط عالمي الدنيا و الآخرة .
أما بالنسبة إلى حقيقة
عالم الرزخ فيجب أن نقول : إن حقيقته غير واضحة و لا نعلم عنه شيئاً
كثيرا إلا ما لمّحت به الآيات الكريمة و الأحاديث الشريفة ، و التي يمكن
تلخيصها في نقاط كالتالي :
1. إن الحياة البرزخية حياةٌ تتوسط حياة
الإنسان في عالم الدنيا و حياته في عالم الآخرة ، و تبدأ الحياة البرزخية
من حين قبض روح الإنسان عن بدنه و إيداعه القبر ، و تستمر حتى قيام الساعة
.
2. أن الميت ما أن يُودع في قبره حتى يتلقاه الملكان نكير و منكر و
يسألونه ، فإذا كان الميت صالحاً أُكرم و أُنعم ، و أما لو كان طالحاً
فيعذب .
3. يصف الله سبحانه و تعالى الحياة البرزخية للكافرين و
المجرمين لا سيما آل فرعون بقوله : ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا
غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ
فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [7] ، فالآية تحكي عن أن آل فرعون يعرضون
على النار صباحا و مساءً قبل يوم القيامة ، و أما بعدها فيقحمون في النار
، لقول الله تعالى " و يوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب " .
4.
إن الحياة البرزخية للشهداء فيصفها الله تعالى بقوله : ﴿ وَلاَ تَقُولُواْ
لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ
تَشْعُرُونَ ﴾ [8] ، و في آية أخرى يصف حالة الشهداء في الحياة البرزخية
بأنها حالة فرح و سرور حيث يقول : ﴿ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن
فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ
خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [9] .
5.
إن حالة النعيم التي يعيشها المؤمنون في الحياة البرزخية رغم أهميتها و
كونها من قبيل نعم الجنة ، لكنها لا تصل إلى مستوى تلك النعم ، كذلك عذاب
العصاة و الكافرين من أهل البرزخ رغم كونه عذاباً أليماً إلا أنه بالقياس
إلى ما سيلاقونه من عذاب الآخرة في نار جهنم لا يُعدّ شيئاً .
6. إن
حالة البرزخ تتناسب مع عمل الإنسان ، فان كان صالحاً كانت حالته في البرزخ
جيدة ، و إن كان فاسداً كانت حياته البرزخية شديدة ، و إلى ذلك أشار
الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) بقوله : " ... إِنَّ لِلْقَبْرِ كَلَاماً
فِي كُلِّ يَوْمٍ ، يَقُولُ أَنَا بَيْتُ الْغُرْبَةِ ، أَنَا بَيْتُ
الْوَحْشَةِ ، أَنَا بَيْتُ الدُّودِ ، أَنَا الْقَبْرُ ، أَنَا رَوْضَةٌ
مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ، أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ " [10] .
ما معنى البرزخ ، و ما حقيقة عالم البرزخ ؟
الاجابة للشيخ صالح الكرباسي
لمعرفة معنى " البرزخ " لا بُدَّ و إن نعرف المعنى اللغوي له أولاً ، و إذا ما
راجعنا كتب اللغة و جدنا أن " البرزخ " هو : الحاجز بين الشيئين ،
والمانع من اختلاطهما و امتزاجهما [1] .
و لقد جاء ذكر البرزخ في القرآن الكريم في مواضع ثلاث كلها بالمعنى المتقدم ، أما الآيات فهي :
1. قال الله تعالى في القرآن الكريم : ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ ﴾ [2] .
2.
و قال تعالى أيضاً : ﴿ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ
فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا
مَّحْجُورًا ﴾ [3] .
3. و قال عَزَّ و جَلَّ أيضاً : ﴿ لَعَلِّي
أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ
قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [4] .
ثم
إن القران الكريم استعمل هذه اللفظة لبيان أن هناك عالَماً آخراً يفصل بين
الدنيا و الآخرة يمرُّ به الإنسان ، إذ قال : " و من و رائهم برزخ ... " .
و
الأحاديث الشريفة على غرار هذه الآية تؤكد على أن " البرزخ " هو الوقت
الفاصل بين حياة الإنسان في عالم الدنيا و بين نشأته في عالم الآخرة ، أي
من وقت موته إلى حين بعثه في يوم القيامة .
و في ما يلي نشير إلى بعض الأحاديث التي ذكرت البرزخ :
1.
عَنْ عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه
السَّلام ) ... و مَا الْبَرْزَخُ ؟ قَالَ : " الْقَبْرُ مُنْذُ حِينِ
مَوْتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " [5] .
2. و قال الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) : " البرزخ : القبر ، و هو الثواب بين الدنيا و الآخرة " [6] .
و
الرؤية الإسلامية بالنسبة إلى عالم البرزخ هي أن الموت ليس نهاية الحياة ،
و إن الحياة لا تنعدم بالموت ، بل الإنسان ينتقل بواسطة الموت من نشأةٍ
إلى أخرى ، و من حياةٍ في عالم الدنيا إلى حياة في عالم آخر يسمى بعالم
البرزخ ، الذي يتوسط عالمي الدنيا و الآخرة .
أما بالنسبة إلى حقيقة
عالم الرزخ فيجب أن نقول : إن حقيقته غير واضحة و لا نعلم عنه شيئاً
كثيرا إلا ما لمّحت به الآيات الكريمة و الأحاديث الشريفة ، و التي يمكن
تلخيصها في نقاط كالتالي :
1. إن الحياة البرزخية حياةٌ تتوسط حياة
الإنسان في عالم الدنيا و حياته في عالم الآخرة ، و تبدأ الحياة البرزخية
من حين قبض روح الإنسان عن بدنه و إيداعه القبر ، و تستمر حتى قيام الساعة
.
2. أن الميت ما أن يُودع في قبره حتى يتلقاه الملكان نكير و منكر و
يسألونه ، فإذا كان الميت صالحاً أُكرم و أُنعم ، و أما لو كان طالحاً
فيعذب .
3. يصف الله سبحانه و تعالى الحياة البرزخية للكافرين و
المجرمين لا سيما آل فرعون بقوله : ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا
غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ
فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [7] ، فالآية تحكي عن أن آل فرعون يعرضون
على النار صباحا و مساءً قبل يوم القيامة ، و أما بعدها فيقحمون في النار
، لقول الله تعالى " و يوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب " .
4.
إن الحياة البرزخية للشهداء فيصفها الله تعالى بقوله : ﴿ وَلاَ تَقُولُواْ
لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ
تَشْعُرُونَ ﴾ [8] ، و في آية أخرى يصف حالة الشهداء في الحياة البرزخية
بأنها حالة فرح و سرور حيث يقول : ﴿ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن
فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ
خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [9] .
5.
إن حالة النعيم التي يعيشها المؤمنون في الحياة البرزخية رغم أهميتها و
كونها من قبيل نعم الجنة ، لكنها لا تصل إلى مستوى تلك النعم ، كذلك عذاب
العصاة و الكافرين من أهل البرزخ رغم كونه عذاباً أليماً إلا أنه بالقياس
إلى ما سيلاقونه من عذاب الآخرة في نار جهنم لا يُعدّ شيئاً .
6. إن
حالة البرزخ تتناسب مع عمل الإنسان ، فان كان صالحاً كانت حالته في البرزخ
جيدة ، و إن كان فاسداً كانت حياته البرزخية شديدة ، و إلى ذلك أشار
الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) بقوله : " ... إِنَّ لِلْقَبْرِ كَلَاماً
فِي كُلِّ يَوْمٍ ، يَقُولُ أَنَا بَيْتُ الْغُرْبَةِ ، أَنَا بَيْتُ
الْوَحْشَةِ ، أَنَا بَيْتُ الدُّودِ ، أَنَا الْقَبْرُ ، أَنَا رَوْضَةٌ
مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ، أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ " [10] .
النائب الاول- عضو جديد
- رقم العضوية : 44
الوطن :
عدد المساهمات : 5
تاريخ التسجيل : 08/06/2015
abdou.ins- عضو جديد
- رقم العضوية : 49
الوطن :
عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 09/06/2015
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى